vendredi 10 juin 2011

مجانين في قناة الملاعين (الفراعين)


بقلم- خالد البرماوي:
لم يستغرق الامر مني إلا 15 دقيقة، اجريت خلالها ثلاثة اتصالات هاتفية، لمجموعة من اصدقائي.. كان سؤالي واحد لا يتغير: هل وصف أحدهم بالجنون يندرج تحت باب السب والقذف، ام مجرد وصف لحالة مرضية؟.. وبعد نقاش قصير، واستفسار تكرر حول اسم هذا الشخص، كانت الموافقة بالإجماع؛ عندما عرفوا من اقصده، بل واكدوا ان الامر، مجرد تشخيص لحالة مرضية مزمنة وواضحة للجميع، مثلها مثل اي مرض.
دائماً ما احمل اقتناع بداخلي، ان التطرق للموضوعات الهايفة سيزيدها هيافة وجرأة على الاستمرار، ولكن لكل قاعدة استثناء، وهذا الاستثناء طبقته علي الحلقة الاخيرة من برنامج “مصر اليوم”، على قناة الفراعين، والتي قدمها دكتور- والله اعلم- يسمونه توفيق عكاشة وفي قول اخر كماشة، الحلقة كانت عن الثورة واسراراها، وتوسعت حتى كشفت اسرار مقتل الاميرة ديانا، وانفجار برجي التجارة العالمي، والازمة الاقتصادية العالمية، بل وكشفوا (ولاد اللعيبة) الاصابع الخفية وراء الزلزال الاخير الذى دمر شرق اليابان.
شارك في هذه الملحمة المجنونة، شخص يدعى على نفسه زوراً وبهتاناً انه اعلامي، واسمه ناجى ابو النجا، رغم انني ضبط قصيدة باسمه علي الانترنت عنوانها “في بلدتنا ثور هائج”، اتمني ان تجدوا متسع من الوقت للاستمتاع بإبداعه “الثوري الهايج”، وشارك في الحلقة ايضاً خيرة شباب مصر، المغني باللغة الانجليزية، كما يحب ان يعرف نفسه، احمد سبايدر، ورغم انها المرة الاولي التي اشاهد فيها هذا السبايدر، فكما يقال انه لا يظهر كثيرا علي الارض، الا انني انبهرت بالمستوى العقلي، الذى ينبئ باننا امام عبقري ضال، يكفيه فخراً انه اكتشف حقيقة دعم الماسونية للثورة المصرية عن طريق وائل غنيم !!
ثلاثي اضواء المسرح -مع الاعتذار للثلاثي الاصلي العظيم- عوكاشة، وابوالنجا، وزبايدر.. استطاعوا ان يجعلوا حلقة اسرار الثورة، واحدة من اكثر الحلقات التليفزيونية ظرف ولطف وعته ايضاً.. ورغم ان رد الفعل الطبيعي لحلقة مثل هذه ان اصاب بسكتة قلبية من كثرة الضحك، من باب ” شر البلية ما يضحك”.
ولكنى لم اضحك، او حتى ابتسم.. وما منع لحظة الفكاهة ان تستغرقني، امرين؛ الاول: ما حملته كلماتهم من تجنى علي الثورة وشبابها، ويكفى ان تعرف انهم اخذوا يرددون طوال الحلقة ان الثورة مدبرة وممولة خارجياً.. الثاني: ما وجدته من جميع المتصلين بالحلقة – اتوقع انهم مأجورين- من تصديق ودعم قوى لهذه الافكار الخرقاء، وقلت في نفسي هل يعقل ان تسيل دماء خيرة شباب، من أجل ان ينعم مثل هؤلاء بالحرية والكرامة.. وفي نهاية الامر يسبونهم ويتجنون على ثورتهم.. ولكن هكذا هي الديمقراطية، لا تستطيع ان تمنعها حتى عن من يكرهها ويكره من اتي بها !! 
ولكن، الديمقراطية أيضاً، لا تعنى ان ننشر اكاذيب وافتراءات، ومقاطع فيديو مزورة، ونقذف شرفاء مصر بالباطل، ونتهم الثورة ومن قام بها وبشكل رسمي، وبادله “هبلة”، لا تصدر من اشخاص يملكون ذرة عقل، وساقوا هذه الادلة الساذجة ليزعموا ان الثورة قامت بتمويل من الخارج، وان امريكا واسرائيل حركوا الشباب، وان الثورة مخططة ومدبرة منذ اعوام طويلة، في مصر وتونس وسوريا، وشباب الوطن العربي السذج كانوا مجرد ادوات في ايدي قوى خارجية.
ولم يترك ثلاثي اضواء المسرح، شخص شريف في مصر الا ووجهوا له الاتهامات، بداية من رئيس وزراء مصر، عصام شرف، الصناعة الامريكية، على حد زعمهم، بل واتهمه هذا المدعو ابو النجا، انه مشارك في عمليات الخراب والنصب علي الطريق الدائري والمحور، ورفض هذا السبايدر ان يعلق على اراء الاديب المصري علاء الاسواني وقال حرفياً :”انا اكبر من اني اتكلم عنه”.. ولك ان تتخيل ما قالوه بعدها، عن عمرو حمزاوي، والشيخ القرضاوي، وعمرو خالد، ومحمد البرادعي، وابراهيم عيسي، واحمد زويل، ويحي الجمل، ونجيب ساويرس، والغزالي حرب.
هذا بخلاف اتهام السلفين والاخوان بانهم من احرقوا الاقسام، وهربوا المساجين، بل زعموا ان الاخوان سرقوا وحرقوا مستشفى 57357، وقال ابوالنجا حرفياً، ان نصف الادوية التي كانت تصل لميدان التحرير، اثناء الثورة “مسروقة”، واتهموا شباب الثورة صراحة بانهم قابضين من الخارج، وذكروا بالاسم، وائل غنيم، نواره نجم، احمد ماهر، محمد عادل، وتوقفوا طويلا امام اسماء محفوظ، ولن اردد ما قالوه عن هذه الفتاة المصرية المحترمة، وان كنت اختلف مع بعض افكارها.
ويبقى شيء هام وراء حماسي للكتابة عن هذا العجن الإعلامي، والخوض في حديث يؤلمني وان أكتب عنه، هو أنني شعرت بأنهم يخوضون في شرف وكرامة شباب، بعضهم بين يدي الله الان، ونحسبهم شهداء عند رب العالمين، لا يملكون درء سهام الافتراء والكذب عن أنفسهم.
كلمة أخيرة: هؤلاء يستحقون فعلاً محاكمة عسكرية، بدلاً من محاكمة واستدعاء شباب الثورة عمال علي بطال !!.. ليس فقط لانهم سبوا الثورة ومن قام بها، ولكنهم ايضا تعرضوا للمجلس العسكري وللجيش المصري، ورغم حرصهم على يطلقوا عبارات المديح طوال الحلقة، علي طريقة “اضرب ولاقي” الشهيرة، ولكن غبائهم ساعد في ان تنزلق منهم عبارات، بل وصور، ادعوا انها لجواسيس إسرائيليين مع رجال الجيش، واين؟ في ميدان التحرير.
ناهيك عن تصوير المجلس العسكري، بانه يتحرك بتأثير وضغط من مجموعة من الخونة والعملاء، ومثال علي ذلك عندما جاءوا بعصام شرف من”الشارع” كما قالوا، مدعوماً من الامريكان ومن الاخوان في نفس ذات المنطق.. لا تتعجبوا فكل ما قلته نبذة بسيطة، مما قاله المجانين في قناة الملاعين !! “حسب ما ردد مستخدمي فيس بوك وتويتر”.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire