لا تواجه الشيشة في الأردن "فيتو" العيب والخجل، بل باتت موضة وأمرًا طبيعا يمارس بكل حرية في الاماكن العامة والخاصة بكل الأوقات من قبل النساء والرجال والفئات الشبابية.
ورغم الإقبال اللافت على تدخين الشيشة أو الارجلية كما هو دارج في الأردن إلا أن المحلات سواء المقدمة لها او تلك التي تنتج المعسل تحرص على ابتكار إبداعات لجذب الزبائن وتوفير أجواء خاصة. وحسب رصد "إيلاف" لابتكارات وصرعات "الاراجيل" تمثلت بوضع الفاكهة نكهة المعسل كرأس ارجلية بداخله المعسل لاطفاء الغرابة، فيما الصرعات الاخرى تمثلت بخلطات المعسل والنكهات المختلفة والواسعة.
وبما أن الارجلية باتت مطلبًا جماهيريًا في أي محل أو كوفي شوب، فقد سارع الكثير من الفنادق إلى إدخالها لاستراحاته للمحافظة على الزبائن وجذبهم.
جود احدى الفتيات التي تعشق الشيشة والتي باتت مدمنة على حد قولها، وتتابع أنها تحرق أكثر من "رأس" في اليوم وفي كل الأوقات. ولع "الارجلية" يعود لأسباب عند جود تتمثل بأنها تحسن المزاج ودائما ترتبط بأجواء الفرح ولقاءات الصديقات. وتعتبر أن أجواء الحرية والانفتاح وتقبل الارجيلة لدى العائلات وعدم وجود موانع وقيود اجتماعية وكثرة تداولها يجعل منها ظاهرة عادية.
مدخن ارجيلة آخر تامر سعيد يقول لـ"ايلاف" إن معظم محلات السهر التي تتضمن الاراجيل يتواجد فيها مشروبات الكحول، وكذلك في السهرات الخاصة حيث إن مدمن الحبوب أو المخدرات يتناولها مباشرة دون الحاجة إلى خلطها بالمعسل.
ولم ينكر تامر انه جرّب معسلا مخلوطا بالحشيش مرة واحدة وشعر بالانبساط والضحك والمزاج العالي وتهدئة الاعصاب لكن بعد زوال اثارها بعد وقت من تناولها شعر بوجع رأس قوي ما دفعها إلى إلغاء فكرة خلط الحشيش مع المعسل، خصوصا أن معظم الشباب تكون مشروبات الكحول رفيقة جلسات "الاراجيل".
أما رغدة ففتاة تدخن "الارجيلة" من باب المجاملة والموضة لأن جميع صديقاتها وعائلتها تدخنها، كما تقول. لكنها لاحظت أن الكثير من الفتيات يخلطن مشروب العرق مع الماء الموجود وذلك المشروب لا يزال مرفوضا اجتماعيا في المجتمع عكس"الاراجيل".
امنيًا، تكاد تخلو سجلات مديرية الامن العام من اي شكاوى مقدمة على محلات "الاراجيل" بحسب الناطق الإعلامي فيها المقدم محمد الخطيب. ويقول لـ"ايلاف " إن الأجهزة الأمنية ترصد وتراقب المحلات بطرق مخفية من افراد أجهزة الأمن الوقائي والبحث الجنائي، خصوصا في حال ورود أي اخباريات على المحلات حول خلط حشيش مع المعسل او أي حبوب مخدرة او اي مخالفات.
لكن يعتبر حدوث تلك السلوكيات مقترنا بشباب من ذوي السوابق ولديهم تهم الانحراف وهذا تتم في اوكار خاصة ومنازل ليس في منازل. ويضيف انه "لم يتم تسجيل اي شكاوى لدى الامن العام بحكم الرقابة الصارمة، وقانون الصحة العامة الذي يطبق من قبل وزارة الصحة بحظر التدخين او تقديم الاراجيل لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وكانت وزارة الداخلية قررت منذ اكثر من سنة وقف تراخيص محلات "الاراجيل" بحكم الاتفاقيات الدولية التي وقعها الأردن لحظر التدخين.
بيد ان خدمة التوصيل المجاني (أرجيلة دليفري ) باتت منتشرة في العاصمة عمان وتجد قبولا واستحسانا عند الشباب والفتيات خصوصا في السهرات في منازلهم ومزارعهم رغم منعها لكنها موجود. وقامت وزارة الصحة بتحويل 3 أشخاص الى القضاء بتهمة تشغيل سيارات تعمل في مجال خدمة توصيل الأرجيلة إلى المنازل.
وتعترف وزارة الصحة في الاردن وعلى لسان رئيس قسم الوقاية من اضرار التدخين في وزارة الصحة الدكتور صادق غباشنة ان ضبط مسألة الاراجيل صعب جدا خصوصا في ظل تشجيع الاهالي لابنائهم وبناتهم على تدخين الارجيلة من اعتبارات التسلية والموضة وأضاف ان تأثير "الارجيلة" ليس اقل ضررا من السيجارة حيث إن تدخين الرأس الواحد يعادل تدخين 50-60 سيجارة في الساعة الواحدة.
وعن اسباب ادمان الناس مؤخرا على الاراجيل يعود وفق الدكتور غباشنة ان تصنيع المعسل يتم من فاكهة تعاني العفن والتخمير ويتم اضافة مادة الجلسرين له التي تمنح المدخن شعورا بانتعاش دون إضافة اي مواد مخدرة فكيف اذا خلطت مواد أخرى. وتأثير الارجيلة يكون مباشرا على الخلايا العصبية، وفق الدكتور. ويقدر عدد محلات المطاعم والكوفي شوب الذي يقدم الاراجيل في العاصمة يصل نحو 300.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire